
صعوبات التعلم مُشكل يمس فئة كبيرة من الأطفال
صعوبات التعلم عند الأطفال غالبا ما تستدعي تدخل العديد من الأخصائيين بما فيهم أخصائيين التخاطب والنطق، أخصائي صعوبات التعلم، أخصائي في العلاج النفسي الحركي وكذا الأخصائي النفسي وغيرهم. مما يجعله علاج مُكلف وأحيانا طويل الأمد.
هناك مجموعة من الأشكال لصعوبات التعلم، تتخلص في تأخر النطق، صعوبة في تشكيل جملة مفهومة، مشاكل التواصل، صعوبات في القراءة والكتابة أو حتى الحساب، بالإضافة إلى قلة الانتباه.
وحول هذا الموضوع، كشفت زهور لقويدر رئيسة الجمعية المغربية لاضطرابات وصعوبات التعلم، أن 53% من الأطفال في الدار البيضاء يُعانون من مشاكل واضطرابات صعوبات التعلم، حوالي 12% منهم مصابين باضطرابات، و3% ممن يُعانون من التأخر العقلي، وبالباقي يندرجون ضمن فئة صعوبات التعلم، أي ما يُقارب 6 أطفال من أصل 10.
من الضروري التفريق بين صعوبات واضطرابات التعلم، إذ هناك فئة كبيرة من الناس يخلطون بين هذين المفهومين. فاضطرابات التعلم نقصد بها مشاكل متعلقة بالنمو العصبي دون وجود أي إعاقة ذهنية، وقد يعود السبب إلى وجود مشاكل حسية أو عاطفية، إذ تظهر على الطفل بعض العلامات كالخوف من القراءة بصوت مرتفع، إيجاد صعوبة في الكتابة والتعبير، مشاكل في الحساب.
أما صعوبات التعلم، فتتعلق بالمهارات الأساسية، إلى جانب مجموعة من المشاكل الأخرى كالمهارات التنظيمية، الذاكرة، تنظيم الوقت، التخطيط، التفكير. وتخلق مجموعة من العوائق في الحياة الفردية للشخص وصعوبة في التأقلم مع العالم الخارجي.
بعد تشخيص حالة الطفل، يُمكن أن يكون الأمر مُجرد تأخر بسيط في النطق يتم علاجه في وقت قصير، كما يُمكن أن يكون الوضع أكثر تعقيدا ويتعلق بخلل في الكلام، ونقصد هنا أن الطفل يجد صعوبة في فهم الرسالة وإيصالها بشكل صحيح.
بالنسبة للغة المكتوبة، قد يُعاني الطفل من نقاط ضعف يستطيع الأخصائي تصحيحها من خلال التدريب أو الدعم المدرسي.
حوالي 250 إلى 300 أخصائي نطق في المغرب:
يُعاني المغرب من نقص ملحوظ في عدد أخصائيي النطق والتخاطب، رغم الحاجة المُلحة لتواجدهم حتى يتمكنوا من علاج مجموعة من الأطفال ومساعدتهم على تجاوز المشاكل المتعلقة بالصعوبات المدرسية ومشاكل النطق والتخاطب. ويرتكز أغلبهم في جهة الرباط الدار البيضاء، مما يعني أن الجهات الأخرى قد تتكبد عناء المسافات الطويلة لزيارة الأخصائي.
وبالنسبة لثمن الحصة الذي قد يتراوح بين 200 إلى 350 درهما، يُمكن أن يكون عائقا بالنسبة للأسر متوسطة وقليلة الدخل، مما يستدعي التدخل المباشر للمؤسسات التعليمية، حتى تُساعد الأطفال على حمايتهم من الوقوع في فخ الصعوبات المدرسية، بتوفير مناخ مناسب للدراسة واختيار أساتذة أكاديميين كفء لتدريس التلاميذ.